أتصور أن طريق التنوع الثقافي الخلاق هو السبيل الواعد للخروج من بين شقي الرحى: العولمة والأصوليات المناقضة لها، والمضي في طريق واعد للإنسانية التي أصبح من الحتمي على مثقفي العالم الثالث منها، تحديدًا، إعادة طرح الأسئلة الجذرية عن الهوية الثقافية، والغزو الثقافي، والاستشراق، والاستغراب، ومفهوم الثقافة الوطنية، وعالمية الأدب التي أخذ يتهوس بها أدباؤنا بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل سنة 1988. والمؤكد أن الإجابات القديمة لم تعد ذات فائدة في الإجابة على مثل هذه الأسئلة، خصوصًا بعد أن تغير العالم تغيرًا جذريًا، وأتصور أن هذا التوجه العام يتناسب ومتغيرات الزمن الذي نعيش فيه ويفرض علينا شروطه وتحدياته وتهديداته في آن، وليست مقالات هذا الكتاب بعيدة عن هذا التوجه، فكلها منطلق من رغبة المساءلة التي تهدف إلى إعادة النظر في مفاهيم تسيّدت، وثانية استُحدثت، وثالثة ما بين هذه وتلك، كانت رد فعل لا بد من وضعه موضع المساءلة. وليست مقالات هذا الكتاب بعيدة عن هذا التوجه، فكلها منطلق من رغبة المساءلة التي تهدف إلى إعادة النظر في مفاهيم تسيّدت، وثانية استُحدثت، وثالثة ما بين هذه وتلك، كانت رد فعل لا بد من وضعه موضع المساءلة. وقد أسميته «الهوية الثقافية والنقد الأدبي» لأن كل ما ورد فيه مكتوب من منظور الناقد الأدبي الذي يتسع بدائرة النقد الأدبي بمعناه المحدود ليصبح نقدًا ثقافيًا بالمعنى الأوسع من المعنى التقني المباشر للنقد الأدبي. « جابر عصفور»