هذا كتاب شائق وممتع، عن واحد من العبقريات المصرية التي شقت لنفسها طريقا منفردا غاية في الإثارة خلال النصف الأخير من القرن كان زكريا الحجاوي صحفيا لامعا ورائدا في فن القصة القصيرة، وكان شاعرا وقاصًا ومبدعًا إذاعيا ومسرحيا ومحدثا وموسيقيا ومخرجا، وكان إلي ذلك كله صاحب مدرسة ثقافية أشبه بالطريقة الصوفية التي كانت تجمع المريدين حول شيخهم، فلا يكاد أي من المثقفين والمبدعين والصحفيين الذين أحاطهم بالرعاية والتوجيه، وأخذوا عنه الحكمة والعلم والمعرفة إلا ويدينون له بالفضل ويذكرون لياليه وحواراته ومآثره الثقافية التي لم يسبقه إليها أحد من أنداده ومعاصريه، ولعله من حسن الحظ أن يتصدي لمهمة الكتابة عنه واحد من أخلص أصدقائه وتلاميذه وهو الكاتب الكبير الأستاذ « يوسف الشريف»المعروف بإصداراته الممتعة عن صعاليك وظرفاء ذلك العصر الجميل.