«أكابيللا نص يتحدى كافة المسلمات السردية التي تدرب عليها المتلقي، فعليه أن يفهم بداية أن كلمة أكابيللا تنتمي لعالم الأصوات الموسيقية، وتعني الغناء بشكل فردي بدون مصاحبة آلة. فكأن الفردية تعلن عن نفسها منذ البداية ليجد القارئ نفسه وحيدا في مواجهة النص، لا يملك سوى ذاته ويوميات عايدة التي تعيد ماهي كتابتها أو بالأحرى نسخها على الكمبيوتر.
ماهي وعايدة صديقتان متناقضتان لكنهما لبعضهما البعض. تمثل عايدة الكائن في خفته بكل تناقضاته وحزنه وفرحه وانتهازيته والتباسه ومتعة الوجود بجانبه ورغبة الابتعاد عنه في آن. وتأتي ماهي من عالم يتمثل القيم البورجوازية الصارمة المعتمدة على الخطأ والصواب والمفروض وغير المقبول. في هذا الاحتكاك الدائم بين الصديقتين، تكشف عايدة عن تلذذها بكشف بورجوازية ماهي وتتأرجح ماهي ما بين الاستكانة لعالمها الصغير المنضبط وما بين العبور للضفة الأخرى حيث العالم الأصدق والأرحب «د. شيرين أبو النجا»