كلنا نشكو، ولنا جميعًا الحق في شكوانا. وإذا كنا نحسّ أسفا على ما آلت إليه أوضاعنا الأخلاقية وما آلت إليه قيمنا مما يمسّ الضمير العام، إلا أننا جميعًا خلال التعبير عن هذا الأسف، ننسى أن ما نشكو منه هو في واقع الأمر نتاج لما حدث على مر السنين. بمعني أن ما يشكو منه البعض ــ وهو طرف فيه أو شاهد عليه ــ قد يتجاهل أصحابه تماماً أن لهم بالمثل ممارسات يمكن أن تكون مثار شكوي آخرين، ومن هنا يصبح على المجتمع كله أن يتفق على أن الإصلاح وتدارك الأخطاء وإيقاظ الضمير العام مسئولية جماعية تضامنية. وبدون ذلك لا أظن أن الضمير العام سيسلم من اتساع الثقوب، التي كلما حاولنا رتقها أخفقنا بل وفوجئنا بالمزيد من الثقوب...